يتم التشغيل بواسطة Blogger.

سلمان العودة: الثورة المضادة وتغييب الشارع سبّبا بروز التطرف

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 2 التعليقات


يرى الداعية الإسلامي السعودي سلمان العودة أن المنطقة العربية تعيش حاليا حالة تغييب للمنطق والعقل، وأن ظاهرة التطرف والمغالاة وبروز حركات عنف لم تكن موجودة وهي نتاج للانقلاب على خيارات الشعوب ووأد مطالبها التي رفعت في الربيع العربي.

إقرأ البقية

جاسوس فوق العادة

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : | 0 التعليقات
 
 
عندما نشر جوليان أسانج الوثائق والمراسلات السرية  للحكومة الأميركية، وملايين الرسائل الدبلوماسية التي كانت تبعثها دوريا سفارات واشنطن حول العالم، أدركت المعنى الحقيقي لعبارة "سفير فوق العادة" التي كانت تثير فضولي في الصغر عندما أسمعها في مستهل نشرات أخبار تلفزيوننا العتيق.

إقرأ البقية

ثرثرة فوق البوسفور

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 0 التعليقات
 
 

من النادر أن يجمع مؤيدو زعيم سياسي ومعارضوه على رأي واحد كما أجمع السياسيون وخبراء الاقتصاد الأتراك على عظم ما حققه رجب طيب أردوغان خلال عقد من إدارته للبلاد.

هذا النجاح المضطرد على صعد مختلفة، أدى لتراجع القوى المعارضة، بدءا من حزب الشعب العريق وصولا إلى جماعة فتح الله غولن حليف أردوغان السابق، ويكفي دليلا على هذا التراجع عجزهم عن تسمية مرشح قادر على منافسة زعيم حزب العدالة والتنمية، الذي انتصر من الجولة الأولى بأغلبية واضحة.

أردوغان اليوم يخرج من مبنى الحكومة ليدخل قصر الرئاسة كأول رئيس تركي منتخب شعبيا، وبدلا من أن يبحث معارضوه عن سلاح سياسي ناجع لإيقافه، يعتمدون سياسة التشكيك في النيات، بادعاء أنه مشروع رئيس ديكتاتوري سيغير الدستور ويحول البلاد للحكم الرئاسي، وما لا يعرفه كثر أن الدستور التركي الحالي صاغه العسكر بعد انقلابهم على الديمقراطية بداية الثمانينات، وتنص إحدى مواده على صلاحيات "خيالية" للرئيس، أقلها حل البرلمان والوصاية على المحكمة الدستورية والتدخل في شؤون القضاء، إلا أن أردوغان وحزبه لم يفّعلوا هذه الصلاحيات ولم يستعينوا بها، وهذا تصرف سياسي راشد يحسب له ولحزبه، ويفند مخاوف المعارضين وتخريصاتهم.

بعد أن كانت تركيا دولة مهددة بالإفلاس يحل اقتصادها اليوم في المرتبة السابعة عشرة عالميا، ويقدر المحتوى التركي في الإنترنت بعشرة أضعاف المحتوى العربي، بينما تنافس المنتجات التركية فائقة الجودة ما تنتجه أكبر الشركات الأوربية العملاقة، التي باتت تخشى على صناعاتها من النمو المتصاعد للعملاق التركي.

كما تراجع الهاجس الأمني الذي خيم على البلاد لسنوات، بعد الاتفاق مع مسلحي الأكراد، وتقليص نسبة الجريمة والعنف، إلى الحد الذي جعل المراقبين أمس يستغربون خلو كل مراكز الاقتراع من أي تواجد أمني.

لا شك أن هذه العوامل ستصعب مهمة من يسعون لزعزعة حكم العدالة والتنمية، التي لن تؤتى من تآمر خارجي ولا إثارة قلاقل داخلية بدعوى قطع شجرتين وسط اسطنبول!

لن ينهي حقبة أردوغان إلا أردوغان نفسه، عندما يصل إلى المرحلة التي يتحول فيها النجاح والتمكين السياسي إلى غشاوة تعميه عن واقع المجتمع والتطورات الإقليمية المتسارعة.
 


إقرأ البقية

ثورة المنابر

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 3 التعليقات
 
 
يختار دائما مكانا قريبا مني في الصف، وإن لم يجد متسعا كان يحرص على أن يحييني بوجهه الباسم عند باب المسجد. عزمت اليوم على أن أتحدث معه وأتعرف عليه أكثر، ملامحه تشي بانتمائه لإحدى الدول الآسيوية التي يعمل الكثير من ابنائها في هذه البلاد. لم يتأخر كعادته، أفسحت له مكانا بقربي، وتبادلنا التحية قبل أن يعتلي الإمام المنبر، سألته عن اسمه، لكنه لم يجب! ربما لا يتحدث اللغة العربية، سألته بالإنجليزية، قال إن اسمه: محمد، ولا يجيد الحديث بغير لغة المالبارية المنتشرة في شرق آسيا. هز رأسه وشكرني، وقاطعنا المؤذن معلنا بدء الخطبة.
 
 سن القائمون على جامعنا سنة حميدة منذ إنشائه، حيث يدعون خطيبا من أئمة وشيوخ المسلمين كل جمعة، كان الإمام اليوم شيخا مسنا، عرفت من لباسه أنه ليبي، خطب ارتجالا، بعبارات سلسلة تجنب فيها حوشي اللغة، وقدم لها تقديما مختلفا عما عهدناه على منابرنا -فالخطب تشابهت حتى لا تكاد تفرق بينها إلا بنبرة صوت الإمام- لم يغرق في السجع وتنميق العبارات، وأفلح في جذب انتباه الحاضرين، كان جهور الصوت، يرفعه عاليا في مواضع الوعيد، ويخفت به في مواضع الرفق والبشارة.
 
مهد لموضوعه الرئيسي بقصة الشيخ التابعي فضيل المؤثرة، الذي كان قاطع طريق يسطو على القوافل. قص الخطيب الحكاية بأسلوب مميز، ومع أني متأكد أن أغلب الحاضرين سمعها من قبل مرات كثيرة، إلا أن مسامعهم انساقت له طائعة، ليأخذ قيادها لموضوع الخطبة الرئيسي.
لم أتوقع أن يكون موضوع خطبته عن ثورة سوريا، التي أكمل أهلها اليوم ثلاث سنين من معاناة التنكيل والقتل والتشرد. وصف الشيخ بكلمات بسيطة حال أهلنا هناك، راسما بعباراته وجه طفل جائع، كوى زمهرير البرد القارس جلده الغض، ونقلنا ببلاغة تعبيره إلى حارات مخيم اليرموك المدمر، وتركنا هناك لدقائق، نشتم رائحة البؤس والموت التي تفوح من الأزقة.

 
تعالى البكاء من حولي في المسجد، وكلما رفع الخطيب صوته زاد النحيب أكثر، كان مشهدا مهيبا، لم أر مثله في جامعنا. ما الذي تغير!؟ نفس الوجوه، وذات المكان!
 من أين أتى هذا الشيخ الطاعن في السن بهذه القدرة على التأثير؟
 أسئلة تزاحمت في رأسي، رأيت إجابتها في عبارات الخطيب الذي يخيل إليك حين يرفع صوته أنه استحال شابا ثائرا، عاد لتوه من ميمنة جيش خالد في معركة اليرموك.
رأيت في أعين المصلين المغرورقة بالدموع أسفا على أمة مسلوبة الكبرياء، فقد استطاعت كلمات الخطيب الدكتور سالم مفتاح جابر -المعروف بخطيب الثورة الليببية- أن تنقل لهم صورة بلا رتوش للوضع في سوريا.
نحن بحاجة لثورة منابر، تهزنا بعنف لتوقظنا من السبات، فالمنابر كانت دائما مقياسا يصف حال الأمة، إبان عزتها ونهضتها، وفي أيام تشرذمها وهوانها على الناس.
 
الخارجون من الجامع اليوم بعد هذه الخطبة، ليسوا مثل الداخلين إليه قبلها، تغيرت ملامحهم واهتماماتهم في ظرف زمني لا يتجاوز دقائق قليلة. حتى محمد البنغالي رأيته من بعيد يزاحم المتجمهرين حول صندوق تبرعات على باب الجامع كتبت عليه عبارة: لا تنسوا إخوانكم في سوريا.
 

إقرأ البقية

الوزير جاكي.. والحجر الملعون

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : | 3 التعليقات
  

لم تتميز العاصمة الموريتانية نواكشوط عن غيرها من مدن العالم بمعالمها السياحية، أو مواقعها الأثرية، وهو أمر قد يفسره عمرها القصير مقارنة بمدن وعواصم أخرى. كما لم تقم فيها نهضة عمرانية لافتة، كما حدث في مدن عربية، أسرت بجمالها -الاصطناعي- الألباب.
 
ما ميز نواكشوط أنها لا تنتمي إلى إولاء ولا أولئك، مدينة انفردت عن جميع عواصم العالم بأنها ظهرت بعد قيام الدولة التي من المقرر أن تكون عاصمة لها، كما لو أن العصبة الكريمة التي عاصرت استقلال موريتانيا فطنت متأخرة، وبعد نضال مضن من أجل بناء جمهورية "الملثمين" الأولى إلى ضرورة وجود عاصمة لأي بلد مستقل.

إقرأ البقية

الشيخ عبد الرشيد صوفي: لنجدد علاقتنا بالقرآن

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 4 التعليقات



ليس بالأمر الهين أن تجد متسعاً من الوقت لدى الشيخ عبد الرشيد صوفي ليحدثك عن بيته وأهله، ومراحل تحصيله العلمي، والمحطات الكثيرة التي مر بها الشيخ المقرئ، الذي يكتظ جامعه بآلاف المصلين خلال شهر رمضان، وفي غير رمضان.

عندما تلج مجلس الشيخ عبد الرشيد صوفي تدرك تماماً أن أهل هذا البيت –بصغيرهم وكبيرهم– نذروا أنفسهم ووقتهم لتدارس القرآن الكريم، تعليماً وتدبراً وقراءة وتجويداً، فالمكان لا يكاد يخلو من سائل عن كيفية نطق كلمة أو آية بالرواية الفلانية، وآخر يستفسر عن الطريقة المثلى للحفظ والإلقاء والمد والإدغام والغنة وغيرها من علوم تجويد القرآن وتلاوته، التي أجادها الشيخ عبد الرشيد حتى صار اليوم من بين العلماء القلائل الذين يتقنون تلاوة كتاب الله بمختلف القراءات والروايات المعروفة.

زرنا الشيخ في مجلسه، وحدثنا عن طفولته، وبدايات تعلقه بكتاب الله، ومراحل تحصيله العلمي المختلفة، وكيف يرسخ في ابنائه حب كتاب الله وعلومه.

 

هلا حدثتنا عن الطفل عبد الرشيد، وكيف كانت البيئة التي ترعرع بها، ومتى حفظت القرآن الكريم؟

- اسمي عبد الرشيد بن علي بن عبد الرحمن، وغلب على الوالد لقب الشيخ ولقب بالصوفي أيضاً، فوالدي الشيخ علي صوفي، كان رحمه الله شيخاً وعالماً كبيراً في الصومال، ومؤسس مدرسة كبيرة، ويعتبر أول من أدخل علم التجويد والقراءات في تلك البلاد، فمنذ صغري ترعرعت على حب القرآن ودراسته، وكان أولى أمنياته وأكثر حرصه أن يتعلم أولاده القرآن والتجويد، وكان من فضل الله أن بدأت أنتظم في الحلقات وأنا لم أبلغ الحلم بعد، وأتذكر أنه كان يتركني أصلي أمامه في المحراب مما يدل على أني لم أبلغ بعد سن الأمر بالصلاة، وفي هذا السن ألزمني بحضور حلقات الدراسة في المسجد، وكانت حلقتين بعد العصر وبعد الفجر يختم في كل منهما جزءاً من المصحف، ولا تترك هذه الحلقات لا لعيد ولا مناسبة أخرى مهما كانت أهميتها، مما كان يسبب لنا ونحن صغار الكثير من الإزعاج والضيق.

وكلما انتهى المصحف بدأنا من جديد، بالإضافة لمدارسة الكتب الأخرى كالشاطبية للقراءات السبع، وهي قصيدة لامية أكثر من ألف بيت تدرس بشكل متواصل في المسجد، أما فيما يتعلق بحفظ القرآن حفظاً مركزاً، فكانت هناك مدارس ملحقة بالمسجد للتحفيظ، التحقت بإحداها وأنا صغير، وسبحان الله لكثرة سماعي للقرآن في المسجد وجدت نفسي حافظاً من غير أن أدري، وعندما بدأت أسمّع للوالد إذا بي أجمع الجزء من المصحف بدون حفظ مسبق، ولم يستغرق مني الحفظ المتقن أكثر من شهر، وهذا بفضل الحضور الدائم للحلقات، والسماع المستمر، فحتى لو لم يكن الشخص متنبهاً فلتكرار القرآن على مسامعه الكثير من الفائدة، وأنا كثيراً ما أؤيد أن نستمع للقرآن حتى لو لم يكن المرء منتبهاً، كانت هذه البداية، ولله الحمد البيئة الطيبة والصالحة التي عشت بها كانت معينة لي ولها الدور الأكبر في تعلقي بكتاب الله.

 

كيف كانت طبيعة التدريس وتعلم القرآن في ذلك الوقت، وأين أكملتم تعليمكم؟

- أتذكر أنه كان يسكن في مسجد الوالد طلبة قادمون من أقطار مختلفة، من بينهم من يواظب على حفظ القرآن ومنهم من يخشع ويبكي لمجرد سماعه، وأذكر أن أحدهم بكى ثلاثة أيام بلياليها، وربما يكون صفاء القلوب آنذاك سبباً من أسباب هذا الخشوع، وكان مما اتفق عليه أن الأمراض المستعصية في ذلك الحين يكفي أن يقرأ عليها القرآن ليشفى منها.

هذه الروحانيات والتعلم، وتزكية النفوس، لا يخلو منها درس من الدروس مهما كان موضوعه، حتى لو كان مثلاً عن النحو أو الصرف، نجد أن الشيخ يختمه بالتذكير والتزكية ووجوب العمل به. كانت هذه طريقته رحمه الله، وواصلنا المسيرة بعد أن كبرنا، حيث توليت بعد الوالد التدريس في الجامع، وإدارة حلق العلم الشرعي.

وبعد مرحلة الدراسة في المسجد التحقت بمعهد أزهري بالصومال، ووصلت إلى مرحلة الثانوية، وفي أوائل الثمانينيات سافرت إلى مصر بتوجيه من الوالد لاستكمال القراءات العشر، لأنه يدرِّس سبع قراءات بسنده وروايته، فقال لي: «اذهب واستكمل القراءات المتبقية»، فالتحقت بمعهد القراءات بالقاهرة في منطقة شبرا، وكان النظام التعليمي يوجب على الطالب أن يبدأ بدراسة التجويد لسنتين، ثم يدرس الشاطبية والدرة، ثم مرحلة القراءات العشر، ومجموع سنوات الدراسة في المعهد ثماني سنوات.

فلما أجرى لي المسؤولون امتحانا، أعفوني من المرحلة التمهيدية، وبدأت من بداية مرحلة تسمى: العالية، وكنت في ذلك الوقت شاباً يافعاً في حدود 18 سنة، ووفقني الله أنني بالإضافة للدراسة النظامية بالمعهد كنت أقرأ على بعض المشايخ، وكان من بينهم الشيخ محمد إسماعيل الهمداني، الذي تتلمذ عليه الكثير من القراء المشهورين كالحصري والطبلاوي، ومن العجيب أن الوالد رحمه الله له سند مصري أخذه عن شيخ يسمى محمد عطا رزق، وهذا الشيخ تلميذ الهمداني، فلما رجعت للوالد قلت له لقد فقتك سنداً.

بعد ذلك عدت للبلاد بعد مرض الوالد، وقمت بالتدريس بنفس المنوال الذي انتهجه الوالد، وعملت كذلك أستاذاً بجامعة الدراسات الإسلامية بمقديشو، قبل اندلاع الحروب الأهلية في بداية التسعينيات.

 

يتساءل كثيرون عن الطريقة المثلى لحفظ القرآن، خاصة اليوم مع تغير طبيعة الحياة، وتسارع وتيرتها؟

- القرآن في كل مكان وفي كل زمان يحتاج متعلمه للتفرغ، والذي يريد أن يتقن القرآن لا بد أن يتفرغ لهذه المهمة، وكانت الركيزة في تعلمنا لهذا الكتاب أن وقتنا كان مخصصاً بالكامل تقريباً للقرآن.

الأمر اليوم مختلف، حيث غلبت الدراسة الأكاديمية على دراسة القرآن، صحيح أن مراكز التحفيظ منتشرة، إلا أن الوقت المخصص لها قليل جداً، ولا يزيد غالبا عن ساعة أو ساعتين في اليوم، ويأتي إليها الطالب منهكاً بعد يوم طويل من الأنشطة الدراسية المكثفة في الفصول.

وأنا أنصح دائماً الإخوة الذين يشتكون من صعوبة الحفظ مع كل هذه الإمكانات التي توفرها الوزارة بوجوب أن يكون هناك تفرغ للقرآن، فمثلا لا مانع من أن يؤجل دخول الأطفال للمدرسة بسنة، كأن يدخلها بعمر السابعة، ويتفرغ في ذلك العام لدراسة القرآن، ليحصِّل قدراً من القرآن الكريم، وكذلك في أوقات الإجازات السنوية التي يجب أن تخصص لحفظ القرآن وتدارسه.

 

حدثنا عن بيتك، وأبنائك وطريقتك في تربيتهم وحضهم على السير في نهجكم؟

- الركيزة في البيت هي ربة البيت، فالأم لها دور كبير في تربية الأبناء، وأهم أمر في تنشئة الطفل أن يرى أهمية القرآن عند والديه، وأنهما يثمنان القرآن، ويفضلانه على غيره سواء بالتحفيز والتشجيع، أو الترغيب والمدارسة. فلا بأس بأن يحض الطفل على التفوق في الدراسة النظامية، ولكن أيضاً يجب أن نولي القرآن اهتماماً خاصاً، وأن نسعى لغرس حبه في نفوس النشء.

ومن تجربتي الخاصة التي عايشتها على يد الوالد رحمه الله، أننا كنا فوق العشرين من الإخوة من أمهات شتى، وكانت الطريقة الأولى للتقرب من الوالد هي بالاهتمام بالقرآن وحفظه وتجويده، وكلما أتقنت المزيد منه قربت من الوالد وحظيت برضاه، وكنت أحظى بهذه الحظوة، حتى أذكر أنه في إحدى المرات وأنا صغير رآني ألبس عمامته وهو مهاب الجانب ولا يجرؤ أي من إخوتي على الاقتراب من مقتنياته، لكنه عندما رآني ابتسم، وقال لي: «بفضل القرآن أنت تلبس ما تشاء من ملابسي». وكان يحفزنا على الحفظ ويعطينا جوائز وهدايا.

بعض الناس –مع الأسف– يظن أن الترهيب والضرب والتخويف هي الطريقة المثلى لتربية الأبناء، لكن هذا غير صحيح، فأنا ما رأيت من والدي يوماً أي تعنيف، كان يحفزنا ويرغبنا ويجزل لنا العطاء.

الطفل بطبعه يحب الترغيب والتشجيع اللفظي، وأنا شخصياً أشجع دائماً أبنائي على المشاركة في المسابقات القرآنية، وأعدهم بهدايا كالجوالات وأجهزة الكمبيوتر وغيرها في حالة الفوز، ومثل هذا إن شاء الله يرجى أن يأتي بنتيجة. مما سبق نعلم أن البيت هو المكان الأول الذي يجب أن نركز فيه على تربية الأبناء، وتأهيلهم لخوض غمار الحياة.

 

يتميز الشيخ عبد الرشيد صوفي بإحيائه للقراءات المختلفة، كيف كان تقبل الناس في البداية لهذه الطريقة التي لم تكن معتادة آنذاك؟

- أنا في البداية عندما بدأت أصلي بالناس بمختلف الروايات في المسجد، كانت رواية حفص عن عاصم هي الرواية الغالبة هنا وما زالت، ولم يكن الناس متعودين على سماع قراءات مختلفة في المسجد، قد يستمع لها في المذياع، أو من خلال الأشرطة، أما أن تتلى خلال الصلاة فهذا لم يكن معتاداً في السابق.

اختلفت ردود فعل المصلين بين معترض في أدب ومناكف في حدة، أذكر مرة أني قرأت في الصلاة آية «.. واذكر في الكتاب أبراهام..» وهي برواية هشام عن ابن عامر وهي قراءة سبعية متواترة، فقام أحد المصلين بعد الصلاة أمام الناس وقال: «أخونا قال «أبراهام»، أنا أعرف أن هناك نبياً اسمه إبراهيم، لكن أبراهام هذا اسم أميركي أو يهودي، متى أدخلنا أسماء اليهود في القرآن؟!!»، لم أقاطعه وبعد أن انتهى من حديثه، رددت عليه وأوضحت له أن القراءات معروفة ومختلفة، ولا ينبغي الاعتراض عليها، وحتى لفظ إبراهيم لفظ أعجمي ورد في القرآن بلفظين مختلفين، وليس للعقل ولا القياس سبيل لتفسير أسباب ورود هذه الأسماء مختلفة، وكما قال الشاطبي رحمه الله: وما لقياس في القراءة مدخل.

فهذه هي الأمور التي جابهتني في البدايات، وكنت بحمد الله وفضله حامل لواء تلاوة القراءات في المحراب، أينما أكون، حتى إنني طرحت هذا الموضوع على بعض أئمة الحرم عندما التقيت بهم بأنه ينبغي أن تكون هذه القراءات المختلفة معتمدة في المسجد الحرام، فهذه القراءات لم تنزل ليتعلمها الخواص، بل لتقرأ ويعمل بها، ويصلى بها في المحارب، فالصلاة مدرسة.

وتحدثت مرة مع الشيخ سعود الشريم إمام المسجد الحرام وقلت له معروف أن أهل مكة قراءتهم قراءة ابن كثير، وأهل المدينة بقراءة جعفر ونافع، فلماذا لا يعاد إحياء هذه القراءات؟ فقال إنه يخاف أن يسبب هذا بلبلة للناس، فقلت له إن كان الخوف من الخلط والفتنة، فما ذنب المغربي الذي لم يسمع «مالك يوم الدين»، وبدلاً من أن يبقى الناس بعيدين عن هذا العلم لندعهم يستنكروه في البداية ولكن ليتعلموه فيما بعد.

ولله الحمد اعتاد الناس على هذا الأمر مني، وصرت أقرأ دورياً كل رواية في سنة من السنوات، حتى إني حينما قرأت برواية حفص عن عاصم -عندما أتى عليها الدور في إحدى السنوات- اعترض المصلون، وقالوا يا شيخ هذه الرواية عمت البلاد كلها، ونريد قراءة أخرى، وهنا في الدوحة من اعتمد هذه الطريقة في تعدد القراءات، وأذكر هنا أخونا عبد الناصر كفراوي الذي قرأ علي القراءات السبع يقرأ بالروايات في الصلاة.

 

كيف ترى استخدام التقنيات الحديثة كالإنترنت والتلفزيون في نشر علوم القرآن؟

- سجلت تلاوتي بطريقتين أو قسمين، قسم سجل في الصلاة، أي أن يقوم البعض بتسجيل القراءة أثناء الصلاة من الراغبين أو الهواة أو كما تسميهم، وكنت كارهاً لهذا الأمر في البداية، لأننا أحياناً في الصلاة لا نتأكد أو لا نمعن في مسائل التجويد والتدقيق، لكنهم أبوا إلا أن يسجلوا، وفي عام من الأعوام سجل أحدهم قراءتي في الصلاة برواية السوسي عن أبي عمرو فتداولها الناس وانتشرت انتشارا كبيراً، وسمع أحد أهل الخير هذه التلاوة، وكان يبحث عمن يتقن القراءات وصوته جميل، ولكنه لم يجده حتى سمع الشريط، وظل يبحث عني وكان يظنني في المغرب أو في بلد إسلامي آخر، حتى قال له أحدهم هذا الشيخ يقرأ في مسجد سوق الخضار، وظل يبحث عني حتى وصل إلي، وقال إنه راغب في تسجيل القرآن بالقراءات المختلفة بشكل رسمي ومنظم، بحضور لجنة مختصة وفي استوديوهات محترفة، هنا بدأت تسجيل المصاحف المرتلة، وفيما بعد سجلت بصوتي في مصر أمام لجنة أزهرية، والحمد لله سجلت حتى الآن سبع مصاحف مسموعة بسبع روايات. على أن كثيراً من الإخوة يفضل قراءة الصلاة على القراءة في التسجيل بالاستديو ولهم في ذلك بعض الحق.

 

أما بخصوص شبكة الإنترنت فمن عجيب ما اتفق أنني في إحدى الزيارات لدولة أوروبية، جئت لمسجد من مساجد تلك البلاد، وطلبت مني كلمة للحضور، وبعدها طلب مني بعض شباب الجالية المسلمة هناك –وأكثرهم من المغرب العربي– أن أقرأ برواية خلف عن حمزة، فاستغربت لأني أعلم أن أغلب إخوتنا المغاربة يقرؤون بورش، وإن شذ أحدهم قرأ بحفص، أما رواية خلف عن حمزة فغير متعودة هناك.

قرأت لهم، وحمزة يقرأ لفظ «عليهم» بضم الهاء، لكني سهوت عن هذا الأمر فقرأت بفتح الهاء، فإذا بشاب يرد علي ويصحح لي، فلما ختمت القراءة طلبت أن أسمع منهم، معظمهم قرأ بورش إلا ذلك الشاب قرأ بخلف، قراءة متقنة، فتعجبت من أمره، وسألته أين تعلمت هذا؟، فقال لي: «أنت علمتني»، فتعجبت وقلت كيف علمتك!؟ قال: «عن طريق الإنترنت، فقد عكفت على قراءاتك لسنتين حتى أتقنتها، والآن امتحن من أول القرآن إلى آخره»، فامتحنته فوجدته متقناً، وأنا عندما أقول متقنا فأنا أعني ما أقول، بل وزاد إعجابي به أنه فيما بعد تعلم القراءات الأخرى كلها بنفس الطريقة، والغريب أن هذا الشاب لو رأيته أمامك خارج المسجد ربما لا تلقي عليه السلام، فليس بينه وبين مظهر أهل تلك البلاد أي فرق، شاب يلبس بنطالاً من الجينز، وشعره طويل وأبيض البشرة.

ومنذ هذه الحادثة زادت رغبتي في الاستفادة من هذه التقنيات الجديدة، صحيح أنه في مسألة القرآن وتعلم القراءات لا بد من الجلوس والتلقي من الشيخ شفاهة، لكن لا ننكر الدور الكبير الذي تؤديه هذه الأجهزة عندما نستخدمها بشكل سليم، هذا الشاب الذي تتلمذ علي إلكترونياً، لم يبق عليه إلا أن أجيزه، وهذا ما فعلت.

 

ما الطريقة المثلى لتعلم القراءات المختلفة؟ وهل هناك سلم معروف لدراستها وترتيبها؟

- تسلسل تعلم القراءات يرجع للقراءة التي تعلمت بها أولاً، فلو كان مثلاً المتعلم قد بدأ بقراءة حفص عن عاصم كما هي العادة في هذه البلاد، فهناك روايات أقرب، فمثلاً هناك رواية شعبة عن عاصم، وهو الراوي الثاني لعاصم، وهي قريبة جداً لرواية حفص والفروق ضئيلة بينهما، أي أن المتعلم يستكمل قراءة عاصم بروايتيه، ثم بعدها مباشرة ابن عامر، أما إن كان حفظ مثلاً برواية ورش كما في بلاد المغرب العربي، فهنا يتبعها برواية قالون لأن شيخهما واحد الإمام نافع، ثم بعد ذلك ابن كثير لأنه مكي وقريب منهم، وهكذا.

لكن للمتخصصين طريقة لجمع القراءات يبدؤون بها بقراءة نافع وابن كثير وهكذا، وهو سلم معتاد وضعه الأئمة والمصنفون في كتبهم، والحمد لله لعبت التقنيات الحديثة المرئي منها والمسموع دوراً كبيراً في حفظ هذه القراءات، وهذا تأكيد لقوله تعالى «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»، صحيح أن هذه الأجهزة جاءت ملهية، إلا أنها لعبت دوراً كبيراً في حفظ كتاب الله وسنة نبيه، واليوم لا يكلفك الأمر أكثر من الاستعانة بالشيخ «غوغل».

 


إقرأ البقية

منى أبو سليمان: اللغة العربية تحتضر!

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 2 التعليقات
 


تعرف الجمهور العربي على منى أبو سليمان من خلال ظهورها في البرنامج التلفزيوني الشهير كلام نواعم الذي ركز على مناقشة مشاكل الأسرة العربية، وقضايا المرأة. وغالبا ما اعتبرت حلقات البرنامج مثيرة للجدل، وهو ما جعل تواجد مقدمة برامج سعودية محجبة بين أسرته مثار اهتمام، خاصة أن البرنامج طرح قضايا اجتماعية حساسة بجرأة لم تكن معهودة ذلك الحين ووصف بسعيه لتشجيع المزيد من انفتاح المرأة في العالم العربي.

منذ عام 1997 تعمل منى أبو سليمان كأستاذ محاضر في قسم اللغة الانكليزية بجامعة الملك سعود في الرياض، كما تعتبر عضواً مؤسساً في لجنة حماية البيئة. و تساهم في تصميم وتنفيذ خطة العمل بجمعية أصدقاء المملكة العربية السعودية، وهي منظمة غير ربحية تضم في عضويتها شخصيات عالمية عامة ومشاهير، مثل الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون ، و تشيفي تشيس ، وجون كوزاك.


ورغم مشاغلها الكثيرة وارتباطاتها المتعددة خصتنا منى أبو سليمان بلقاء مطول تناولت خلاله أهم محاور العمل الإنساني الذي ترعاه مؤسسة المملكة القابضة، وتجربتها في العمل الإعلامي من خلال برنامج "كلام نواعم"، كما تطرق الحوار لرؤيتها في الكثير من القضايا الهامة كوضع المرأة العربية وما تعانيه من مصاعب، والمشاكل التي تواجه منظومتنا التربوية في العالم العربي والسبل الكفيلة بتطويرها لمواكبة التقدم الحضاري.
-          ما الذي اضافته تجربتك في العمل الإعلامي، من خلال ظهورك في برنامج كلام نواعم، وما هي التحديات التي واجهتك كأول مقدمة برامج سعودية في قناة فضائية؟
أبو سليمان : بالنسبة لي لم أواجه صعوبات أو عراقيل مجتمعية كبيرة في التوجه للعمل الإعلامي كما قد يتصور البعض، فكوني من منطقة الحجاز - حيث هامش حرية المرأة أوسع نسبياً من بقية مناطق المملكة - ساعدني هذا كثيراً على العمل في التلفزيون، وأيضاً مشاركتي في هذا البرنامج كانت بهدف زيادة التوعية الاجتماعية بمشاكلنا في العالم العربي وكان "كلام نواعم" بالنسبة لي إضافة مهمة جداً، وأعطاني الكثير من الخبرات في كيفية التعامل مع الناس والتحدث للجمهور، وكيفية توصيل المعلومة والحصول عليها بأيسر الطرق، إضافة لتواصلي بشكل مباشر مع خبرات كثيرة في الوطن العربي لم أكن أحلم يوماً في الجلوس معها.
ولا أنسى هنا أن حب الجمهور للبرنامج وتفاعله معي أنا وبقية الزميلات، ساعدني كثيراً في عملي وأختصر علي الكثير من العقبات، كما أنه فتح لي أفاقاً واسعة في مجالات وقطاعات أخرى لاحقاً.
 
-          ما هو رأيك كمشاهدة فيما يقدمه إعلامنا الفضائي العربي حالياً واعتماده شبه الكامل على ما ينتج في الغرب من برامج مترجمة لا تمت بصلة لخصوصياتنا؟
أبو سليمان : هذا الأمر يعاني منه العالم بأسره، وليس حكراً على منطقتنا العربية، والسبب برأيي أن إنتاج برامج على مستوى عالمي يتطلب ميزانيات هائلة جداً لا تستطيع مؤسساتنا الفتية توفيرها من خلال مواردها المحدودة التي تعتمد على الإعلانات فقط، وأنا لا أوافقك الرأي في عدم وجود برامج تهتم بخصوصياتنا الثقافية على العكس توجد أعمال كثيرة تعالج هذا الجانب، لكنها بحاجة للمزيد من الاهتمام والدعم.
 
-          ما رأيك في المقولات التي تتحدث عن معاناة المرأة في منطقتنا والقوانين التي تقيد من حيرتها وتمنعها من الإبداع في مجالات الحياة اليومية؟ وكيف ترين التطورات المسجلة أخيراً على الساحة المحلية السعودية من خلال تعيين وكيلة وزارة كأعلى منصب تتقلده امرأة في المملكة؟
أبو سليمان : نحمد الله أن التغييرات التي نراها في المملكة تتم وفق دراسة ومعرفة حقيقية بخصوصيات مجتمعنا السعودي لكن أيضاً مازلنا بحاجة إلى المزيد لمواكبة العالم، وهنا أقول بأن الكثير من الدعاوى التي تطالب بالمحافظة على خصوصيات المجتمع في السعودية تغفل جزئية أن بعض هذه العادات لا يتفق مع الشرع الإسلامي، والمجتمع له مطلق الأحقية في التمسك بالعادات والتقاليد التي يراها من خصوصياته لكن لا يجب أن تحد هذه التقاليد من وصول المرأة إلى مكانتها كإنسان منتج ومفكر وعنده الحق في صنع القرار، وهنا تبرز مشاكل المرأة في مجتمعنا.
كما أن وصول السيدة نوره الفائز لمنصب وكيلة وزير التربية يثبت أن الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود يرى المرأة في جميع المناصب ويؤمن بقدرتها على تولي مختلف المهام، وأنا استبشر خيراً بمستقبل المرأة السعودية في الفترة المقبلة.
-          كيف ترى منى أبو سليمان - باعتبارك نموذجاً استطاع الخروج للعالمية وإثبات قدراته كامرأة دون المساس بالقيم الإسلامية الملتزمة - الدعاوى والشعارات التي يطلقها الليبراليون لتحرير المرأة والتي يصفها البعض بأنها أفكار لا تناسب خصوصيات المرأة العربية؟
أبو سليمان : يجب أن نفرق حينما نطالب بتحرير المرأة من قيودها بين قيود المجتمع وقيود الإسلام – إن صح التعبير – فنحن حين نتكلم عن الإسلام نتحدث عن الإسلام الوسطي الذي أقر للمرأة حقوقاً أكثر مما تطالب به اليوم، وتحرير المرأة من قيود المجتمع وعاداته البالية أمر لا مشكلة فيه ولا أرى أنه يمس من ثوابتنا الدينية، أما الليبراليون فهم ممن يقولون أن الإسلام ورؤيته الكونية التي تحافظ على الأسرة تفرض قيوداً على المجتمع ويعتبرونها مجحفة، فهذا قول مردود عليهم لأنهم كمن ينصب نفسه خبيراً في شؤون الخلق أكثر من الخالق سبحانه وتعالى.
والإسلام أوصى في أكثر من مناسبة بمعاملة المرأة برقة وحنان كونها إنسان مرهف الأحاسيس وتتحمل مسئولية كبيرة في الأسرة من خلال تربية الأطفال والاعتناء بالبيت، وهذا لا يعني أبداً أن الإسلام يرى أنها غير قادرة على صنع القرار أو ليس لها كيان، أو أنها إنسان يستغل ويضرب ويزوج رغماً عنه في الصغر، فهذه التصرفات المؤذية يرفضها ويجرمها الدين الحنيف.
وبالتالي فأنا مثلاً أوافق الليبرالي الذي يرفض تزويج بنت عمرها 8 سنوات، فهذا الرأي ليس ليبرالياً بل يتفق مع صميم الإسلام، أما إن قال هذا الشخص مثلاً أن القيود الاجتماعية والعلاقات الأسرية كالزواج الذي شرعه الإسلام هي علاقات اختيارية غير ملزمة ويجب الانفكاك منها فانا أعارض هذه الأفكار.
 
-          انطلاقاً من تجربتك العلمية والعملية الحافلة بالإنجازات في وقت وجيز نسبياً، بم تنصحين الفتيات العربيات ليصلن إلى ما وصلت إليه، وما هي مفاتيح النجاح برأيك التي يمكن للمرأة في مجتمعاتنا أن تتعامل بها مع وضعها الراهن؟
أبو سليمان : لكي تصل المرأة لما تريد يجب أن تدرك بشكل كامل دورها في الحياة كامرأة أولاً وكزوجة وكأم، يجب آن تعد نفسها لتحمل هذه الأمور وتهيئ أولادها كذلك، ويجب أيضاً أن لكل عصر خصوصياته، وان لاشي يسبق أوانه، ما يحدث أن أغلب السيدات في منطقتنا يتزوجن وينجبن ويعملن في نفس الوقت من غير أي مراعاة لكونها لا تستطيع احتمال هذا العبء الكبير في نفس الحين.
الأمر الآخر وزارات العمل في كل البلدان العربية والإسلامية التي تقول نحن نحافظ على الأسرة، يجب أن تكون مساعدة في مساعد المرأة العاملة على توزيع ساعات العمل بما يسمح لها بالموائمة بين واجباتها المنزلية ومطالب الوظيفة، فمثلاً  إن كانت المرأة لديها أسرة يجب أن يسمح لها بإجازات من العمل من غير مرتب وأن تخصص لها دورات أو العمل التطوعي. كما هو متبعه حالياً في الكثير من بلدان العالم التي اعترفت بخصوصية وضع المرأة.
والمشكلة أننا في المنطقة العربية نفرض على السيدة العاملة أن تداوم ثمان ساعات يومياً ونعطيها شهر واحد إجازة سنوياً بدون تفرقة أو خصوصية عن الرجل، وهذا فيه عدم مراعاة لهذه الإنسانة التي يمكن أن تكون أم، وبالتالي ترغم المرأة العربية إما على عدم الزواج أو تأجيله، وإن كانت متزوجة سيخلق لها العمل مشاكل أسرية تدفعها للطلاق، وبالتالي الحل الوحيد المطروح هو البقاء في البيت وخسارة هذه الخبرة التي يمكن أن تدفع عجلة التنمية في بلداننا.
وبالتالي يجب أن تكون هناك نظرة جادة لهذه المشكلة وهو ما لن يتأتى إلا بتطوير القوانين وطرق العمل لكي نساعد هذه الفتاة أو الأم على العمل، ففي أميركا مثلاً حين تتخطى المرأة سن الأربعين يمكنها أن تعمل كموظفة متدربة لمدة ست أشهر في شركة ويحق لها بعد ذلك أن تعمل في ذات الشركة بدوام جزئي يرعي خصوصياتها كأم وربة منزل.
 
-          كيف ترين الواقع التربوي في منطقتنا العربية وأسباب تدني المستوى التعليمي إن قارناه بنظرائه في العالم المتقدم رغم وجود مختلف الإمكانيات المادية؟
أبو سليمان :  ما يدعو للأسف في السياسة التعليمية المتبعة عربياً هو عدم الاهتمام بالدراسات التي تركز على تمازج الثقافات الغربية والشرقية للتوصل لبنية تحتية اجتماعية وجيل يستطيع التعامل مع التغيرات التي تحدث في العالم كما أننا لا نمتلك خبرات كبيرة ومفكرين عظام  لديهم من الإمكانات ما يخولهم المساعدة على تطوير الفكر المجتمعي الإسلامي ليواكب التطورات المتتالية والهائلة في العالم.
وأكثر ما يزعجني وما بدأنا نرى تبعاته ومشاكله اليوم أنه للتصدي لأي مشكلة أو ظاهرة اجتماعية  يستغرق الوقت لدينا جيل أو جيلين من الزمن، بمعنى أنه وإن سعينا اليوم لدمج الدراسات الغربية والشرقية والإسلامية في مناهجنا لن نجني ثمار هذه الخطوة إلا بعد عشرين سنة على الأقل، أي أن كل تأخر يؤخر جيل ويجعله قاصراً عن مواكبة أقرانه في البلدان الأخرى التي سبقتنا بمراحل كثيرة في مختلف مناحي الحياة وهو أمر مؤسف.
من جهة أخرى أرى أن البعض حينما يتحدث عن تطوير التعليم أول ما يتبادر إلى ذهنه هو التعليم باللغة الإنجليزية، والدوريات والكتب التي يعتمد عليها الباحثون كلها باللغات الأجنبية وأقصد هنا أمهات الكتب التي تقدم معلومات حقيقية، أي أن كل من يريد الوصول إلى معلومة معينة سواء كان صحفياً أو طالباً أو مدرساً إن لم يكن متقناً للغة أجنبية غير العربية لا يستطيع الوصول لهذه المعلومات وهذا أمر مؤسف.
 
فمثلاً الدول التي تحترم نفسها وتقدر موروثها الثقافي كأسبانيا أو اليابان أو ألمانيا تترجم كل الكتب والدوريات العلمية إلى لغاتها، فالفرنسي يقرأ المعلومة بالفرنسية بلغته الأم التي هو متمكن منها ويستطيع الإبداع من خلالها وليس بلغة غريبة عنه كما هو الحال لدينا للأسف، وأشير هنا بأنني لست ضد تعلم اللغات والتعامل مع الغرب لكن يجب أن نثري لغتنا الأم، بحيث يستطيع الطفل أن يحصل على المعلومات بلغته التي يتكلم بها في البيت ومع أقرانه.
نحن بحاجة إلى نهضة كبيرة وعملاقة في مجال الترجمة من شتى أصناف العلوم، وهنا أنوه بالدور الكبير الذي تقوم صاحبة السمو الشيخة  موزة بنت ناصر المسند من خلال اهتمامها بالعلم والتطور الفكري في منطقتنا، وهو جهد يجب أن يكون جماعياً من خلال خلق كيان مشترك يضع أولويات من بينها ترجمة الدوريات العلمية التي لا تهتم فقط بالتقنية والمعلومات بل حتى العلوم الإنسانية والاجتماعية لكي نعرف ما هي الخبرات والمشاكل وكيفية التعامل معها.
-          كيف ترين مردودية الاهتمام الكبير بالبحث العلمي والشؤون الأكاديمية في بعض البلدان العربية، والسعي لاستقطاب الجامعات الدولية العريقة إلى المنطقة؟
أبو سليمان : لكن هناك حلقة مفقودة، فنحن لا نستطيع أن نحول كل البلدان العربية إلى بلدان تتحدث وتتعامل في كل شي باللغة الإنجليزية، وبالتالي لابد أن تكون هناك نهضة موازية لمساعدتنا على الرفع من مستوى لغتنا العربية بحيث تتمكن من مواجهة التحديات التي باتت تهددها في كيانها وتدفع الأجيال الراهنة إلى هجرها، أنا مع أن تكون هناك جامعات تدرس باللغات الأجنبية لكن يجب أيضاً أن نعمل على خلق قاعدة بيانات ومكتبة للدوريات العلمية باللغة العربية، بحيث نتمكن من إعداد أبحاثنا الأكاديمية مثلاً باللغة العربية والإنجليزية في ذات الوقت.
-          كيف ترين الخروج من هذه المعضلة التي تهدد هوية أجيالنا القادمة؟
أبو سليمان : المشكلة أننا نعاني اليوم من مرحلة احتضار للغتنا العريقة، ولا يوجد أي عمل على انتشالها من هذه الحالة بحيث تكون لغة من لغات القرن الواحد والعشرين، وأنا لا أعلم كيف لا يحس المسئولون في منطقتنا العربية بحجم الكارثة، وكم أشعر بالخجل حين أتحاور بالإنجليزية مع خبير عربي مرموق حاصل على الكثير من الشهادات العليا لأنه لا يستطيع ترتيب عبارتين أو ثلاث بلغته العربية، والمفردات العلمية التي تعلمها لا يمتلك لها أي ترجمات بلغته الأم.
بالتالي يجب أن تكون هناك ثورة كبيرة في مجال الترجمة إلى اللغة العربية، وهذا أيضاً ما سيستغرق عشرات السنين إلا أن الأمر يستحق العناء لأنه يهدد هويتنا وديننا لأن الثقافة منظومة مترابطة، وهذا الأمر يبرر تخلفنا عن العالم الآخر، لأن اللغة لا تواكب التغيرات التي تحدث في هذا العالم ومهما كان تمكننا من اللغات الأجنبية فلن نصل إلى المستوى الذي ننافس به أصحابها الأصليين.
فالإنسان في العالم الغربي يحصل على معلومات في سنة واحدة تعادل أو تزيد  ثلاثين مرة على ما كان يمكن لإنسان الحصول عليه قبل 100 سنة من كثرة المعلومات المتوفرة حالياً، والإنسان العربي المسكين لا يمكنه الحصول على هذه المعلومات لأنها غالباً متوفرة بلغات أجنبية، ويعتمد في تحصيله الهزيل على البرامج التلفزيونية والصحف والمجلات العربية التي لا تحمل سوى مقتطفات مما ينشر في الدوريات الكبرى. وبالتالي يمكننا أن نعتبر أن الإنسان العربي متخلف بمئة عام عن نظيره في أميركا.
*أجري اللقاء في عام 2010 ونشر في مجلة لمسة
 

 
 
 
 
إقرأ البقية

بين لَوحيـن

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 0 التعليقات
 
  
لن أنسى الطنين الذي تركته صفعته القوية، سمعت كل أنواع الرنات ومنبهات السيارات في وقت واحد، وظل نقش أصابعه الخشنة ماثلا على خدي لأيام، كانت صفعة العمر بلا ارتياب.
 ألم الصفعة "فيزيائيا" لم يكن بقوة ألمها الحسي، الذي ترك أثرا غائرا في نفسي، وإلى اليوم اسأل الله أن يتجاوز عن معلمي، ويغفر ظلمه لي ذلك الضحى.
كانت الجريمة التي أقيم علي الحد بسببها، أنني غسلت لوحي وسكبت فضول الغسيل على الأرض، ورغم أن المذنب الحقيقي زميلي في "المحظرة"، إلا أن غضب المعلم "لمرابط" حينما رأى منظر الحبر المسكوب على التراب أعماه عن البحث عن الفاعل، ولسوء حظي كان خدي الأقرب إلى كفه.

إقرأ البقية

موريتانيا.. سنام الأصالة

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 2 التعليقات

مشاهد آسرة  من الصحراء الموريتانية، أعدها فريق إنتاج الفيلم الوثائقي الشهير  Home 
ورغم عدم الاستعانة بها في النسخة النهائية من الفيلم، إلا أنها لقطات منقطعة النظير حتى في أرشيف التلفزيون المحلي 
إقرأ البقية

الباركود البـشري

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 0 التعليقات



كم حيرتني هذه الخطوط السوداء المتوازية التي نراها في كل مكان تقريباً ولا يسلم منها كبير ولا حقير من السلع، بدءاً من السيارة حتى “البُرغي” مروراً بحفاظات الأطفال ومحارم الحمامات، وكم شدني الفضول لمعرفة السر الكامن في هذه الشريحة السحرية التي يمررها بائع السوبر ماركت على قارئ اليكتروني بحركة خاطفة تكفي ليطلع على سيل من البيانات، كاسم السلعة وثمنها وكميتها في المخازن وبلد منشائها وتاريخ الصلاحية ومعلومات أخرى لا حصر لها.

إقرأ البقية

الصورة التي أفزعت هيلاري!

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 23 التعليقات



بدت علامات التأثر واضحة على وزيرة الخارجية الأمريكية "هيلاري كلنتون"، بينما كانت تتابع عملية اقتحام مخبأ بن لادن في باكستان، ورغم أن وكالات الأنباء لم تنقل بعد تفاصيل المشهد الذي لم تستطع "المرأة القوية" تحمله، إلا أن التوتر البادي على ملامح مسؤولي الإدارة الأمريكية المتحلقين حول شاشة تلفزيون في إحدى غرف البيت الأبيض؛ يوحي بأن المشاهد التي يتابعونها لا تقل إثارة عن ما تنتجه هوليوود من أفلام رعب.
إقرأ البقية

انفلونزا الثورة

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 4 التعليقات


اليوم لا حديث في المقاهي والمجالس إلا عن الثورات والتغيير، ووجوب قلب الأنظمة في المنطقة، وهدم الدكتاتوريات العربية، وشنق المستبدين في ميادين عامة، حتى أبو العز البواب الذي كان يفقد حواسه الخمس عندما يتابع مباراة لفريقه المفضل على التلفزيون، لم يعد من فرط تعلقه بنشرات الأخبار يعرف ترتيب فريقه في الدوري.
الرسائل النصية القصيرة و"تغريدات" تويتر والفيسبوك تحولت إلى شعارات شبيهة بتلك التي كان يرفعها دعاة القومية العربية ومحاربة الرجعية في السبعينيات، دعوات التحرر والانعتاق؛ وفك القيود؛ وكسر الأغلال؛ وتحطيم سلاسل الاضطهاد الحديدية التي أدمت سواعدنا وسواعد أبائنا؛ وربما أجدادنا في بعض الدول.
إقرأ البقية

كلمة ..توقف "الحياة كلمة"!

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 1 التعليقات

أوقفت مجموعة الأم بي سي برنامج الشيخ سلمان العودة 'الحياة كلمة' الجمعة الماضي، عقب تعرضه للثورة في مصر وتونس وتداعياتها المحتملة؛ وانتقاده للطريقة التي تعاطت بها السلطات المحلية السعودية مع كارثة السيول والأمطار الغزيرة التي اجتاحت مدينة جدة للسنة الثانية على التوالي.

انتقاد الشيخ العودة للاعلام المحلي في إحدى حلقات البرنامج، وتأكيده بأن الاعلام في بلاده يحتاج إلى المزيد من الحرية، ربما أثار حنق حماة سياسة تكميم الأفواه.
إقرأ البقية

هـامـان مـصـر

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 1 التعليقات


تبعث ملامح وجهه المتجهم بالكثير من الإيحاءات المختلطة، وربما هذا ما جعله - رغم خبرته الطويلة في العمل الدبلوماسي والمخابراتي– لا يجيد إخفاء انزعاجه من كاميرات المصورين والأضواء الكثيرة، التي سلطت عليه بعد أن اختاره الرئيس مبارك نائباً له؛ حين كادت “ثورة الشباب” تقوض أركان “ملكه”، وفرضت على “سدنته” البحث عن مخلَّص يدير الدفة في الطوفان، ويجيد مغازلة الحلفاء في البيت الأبيض.


يوم أدى اللواء عمر سليمان اليمين الدستورية أمام الرئيس المصري - كأول نائب له منذ توليه السلطة قبل ثلاثة عقود – لم ينس أن يحيه تحية عسكرية أمام الجميع، ربما أراد من خلالها التذكير بأنه ابن مؤسسة الجيش، وامتداد “طبيعي” لجيل الضباط الذين حكموا مصر منذ ستين عاماً.



إقرأ البقية

الأنبياء لا يرتدون الجينز !

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 7 التعليقات

في العام الماضي بثت قناة المنار اللبنانية طوال شهر رمضان مسلسلاً إيرانياً مدبلجاً إلى العربية عن حياة النبي يوسف عليه السلام، أثار المسلسل يومها ردود أفعالٍ متباينة بين من اعتبر الأمر سابقة خطيرة في تاريخ الإعلام العربي؛ تجرأ أصحابها على حرمة وقدسية الرسل والأنبياء بتجسيدهم على الشاشة، وبين آخرين رأوه ترجمة لعمل عالمي - وإن كان أنتج في بلد إسلامي - لا يتقيد أصحابه بمحظوراتنا وغير ملزمين بمنهيات الرقابة لدينا التي تتدخل حتى في نوعية الإضاءة، ويطال مقصها شكل الديكور، ونظارات الممثل التي يضعها في مشاهد المسلسل.
إقرأ البقية

إسلاميو موريتانيا..طبعة خاصة

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : | 1 التعليقات



يتحدث القيادي الإسلامي محمد غلام ولد الحاج الشيخ نائب رئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الموريتاني (تواصل) عن أهم التحديات التي تواجه التيار الإسلامي الوسطي في موريتانيا، وحيثيات التجربة السياسية التي عايشها حزبه "تواصل" -المحسوب فكريا على حركة الإخوان المسلمين- في العمل الميداني؛ بعد الانتقال من مرحلة القمع والتضييق الرسمي -التي عانى منها قادته ومناضلوه إبان حكم الرئيس السابق معاوية ولد الطايع- إلى مرحلة العمل الحزبي المنظم من خلال هيئاته الحزبية، وممثليه في البرلمان بغرفتيه، وعمده في البلديات، ويستشرف مستقبل الحراك السياسي في نواكشوط من خلال معايشته للواقع المحلي والحراك الدائر حالياً بين المعارضة والموالاة.

إقرأ البقية

الوايت بيري

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 0 التعليقات


أقف بإعجاب لقدرتنا على السير عكس الاتجاه، فبينما يهرول العالم المتقدم ويتسابق في تطوير قدراته العلمية، وتسعى الدول الصاعدة الأخرى للحصول على التكنولوجيا الحديثة بأي ثمن، نُصر نحن على الوقوف وسط الإعصار، تارة نسند ظهورنا بدعاوى الحفاظ على الهوية والثقافة والموروث، وتارة نستمد العون من الذود عن معتقداتنا الدينية التي لا نتذكرها - غالباً - إلا حين نشعر بأن عورة تخلفنا الفكري والحضاري بدأت تتكشف.

إقرأ البقية

مايونيز أوباما !

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 0 التعليقات


انتفض زعيم العالم حاكم القوة العظمى عندما تمادت إسرائيل في غيها وتعاملت بوحشية مع أسطول الحرية وسفنه، التي كانت تحمل مؤناً ومساعداتٍ لشعبٍ أعزل محاصر منذ أربع سنين.
انتفاضة الزعيم لم تكُ بالشجب والتنديد قولاً فقط، ولا اقتصرت على تأنيب الحليف الإستراتيجي لأميركا من خلال استدعاء السفير وتوبيخه، بل سعى القائد المفوه ممشوق القوام إلى تحويل عباراته الجهورية، ونبرة امتعاضه من التعامل العسكري المفرط مع حركات سلامٍ إنسانية، إلى أفعال تلامس حياة الغزيين اليومية، ورغماً عن اللوبي اليهودي، وخلافاً لما تقّول به البعض من أعدائه ومناهضيه عن كونه مجرد موظف منتخب في البيت الأبيض ينفذ سياسات عليا لا تحيد عنها الإدارة الأميركية، حارب أوباما وبكل شجاعةٍ ورباطة جأش هذه الضغوط، وقطع عهداً على نفسه بإضافة "المايونيز" للسلع المسموح بدخولها للقطاع المحاصر!!.

إقرأ البقية

قمة الرقص

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 0 التعليقات


من الأكيد أن لا جديد ستأتي به قمة سرت العربية اليوم، فما اعتدنا عليه من تصريحات متضاربة من هذا الطرف وذاك، وانسحابات وسجالات تسبق الجلسة الرئيسية، وانتقاد دولة لأخرى، وغياب زعيم وإعتذار آخر عن الحضور، كلها مشاهد ممجوجة تتكرر كل عام، حتى باتت من مميزات القمم العربية التي لم تعد حدثاً ذا بال، وتذيلت سلم عناوين الأخبار اليومية على شاشات التلفزيون، بل صارت تأتي أخبارها بعد نشرة الطقس.


إقرأ البقية

"ابن حماس" .. العاق !

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 0 التعليقات




مصعب حسن يوسف، نجل قيادي حركة حماس في الضفة الغربية حسن يوسف المعتقل في السجون الإسرائيلية منذ 2001، تصدر عناوين الصحف ونشرات الأخبار العالمية، ليس لأنه قام بعملية استشهادية، أو للقبض عليه من طرف سلطات الاحتلال، بل على العكس تماماً للدور الكبير الذي أسهم به نشاطه الإستخباراتي "العظيم" كعميل للشاباك في القبض على الكثير من القيادات الفلسطينية المقاومة التي من بينها مروان البرغوثي وحتى والده نفسه، ناهيك عن إفشاله للعديد من العمليات التي كانت تخطط لها مختلف الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.

يقول في مقدمة كتابه المعنون بـ ( ابن حماس) :"..لأبي الحبيب وعائلتي المصابة.. لضحايا النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. لكل الناس الذين أنقذهم إلهي.. لعائلتي، أنا فخور بكم جدًا.. إن إلهي فقط يستطيع أن يرى ما الذي جرى عليكم. أدرك أن ما فعلته سبب جرحًا عميقًا آخر قد لا يندمل في هذه الحياة وربما تضطرون إلى معايشة هذا العار إلى الأبد... مع الحب، ابنكم".
إقرأ البقية

المعزبون في الأرض

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 1 التعليقات

رفيقي سعيد من أشد المتعصبين “للعزوبية” كنا نلقبه بـ “سعيد الوحيد”، عهدته مذ تعارفنا قبل سنوات - حين كنا في ذات الكلية بالجامعة – متهكماً على كل من يتزوج من رفاقنا ناعتاً إياه بالسذاجة والحمق كونه كمن يدفع “تحويشة العمر” مقابل أن يُسجن مدى الحياة مع الأشغال الشاقة. ولازلت حتى اليوم أتذكر محاضراته المطولة عن مساوئ الارتباط الأسري ووصفه المخيف للحياة الزوجية، حتى تعتقد حين يحدثك عنها بأنه بصدد إخراج جزء جديد من سلسلة أفلام الرعب SAW.

ورغم أني لست من مؤيدي “حزب سعيد الوحيد” إلا أن أفكاره وطروحاته - من باب الإنصاف - لا تخلو من منطق وبرهان، ربما لأنها حصيلة بحث وتحليل لتجارب عديدة عمل على جمعها ودراستها بشكل متأن حتى يفند بها أقاويل دعاة الزواج حين تجمعه بهم مجالس النقاش. وكانت لازمته التي يكررها دوماً تقول : ” العازب أمير والمتزوج غفير”، مؤكداً مقولة أن لكل شيء حظ من أسمه وأن والدته اختارت تسميته سعيداً وأنه بروراً بها لن “يتعس” حياته بالزواج.

إقرأ البقية

باي باي لندن

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 0 التعليقات


اعتدت كلما استوقفتني إحدى الإشارات الحمر في شوارع مدينتي المزدحمة أن أدير مذياع السيارة على إحدى المحطات الإذاعية التي تبث على الأف أم للاستماع لأهم الأنباء، ليس لأنني أجهل ما يدور في العالم من أحداث - فالقنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية للأخبار "موفية ومكفية"- لكن لإرضاء عشقٍ قديم في نفسي لصوت المذيع وهو يقرأ مقدمة النشرة ويستعرض أهم أخبارها من جهة، ومن أخرى للتخفيف من مستوى هرمون الأدرينالين في دمي الذي يرتفع مع ارتفاع صوت السيمفونية رديئة التأليف التي تعزفها منبهات السيارات من خلفي.
إقرأ البقية

أنا وشرشبيل ..!!

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 4 التعليقات


لا أعرف تفسيراً منطقياً يمكنني أن أقنعكم من خلاله بارتباطي الذهني العجيب بشخصية كرتونية شريرة، إلا أنني أعترف بأن المساحة الكبيرة التي يحتلها شرشبيل في الأنا الداخلي من شخصيتي كان لها دور كبير في تعاملي مع الكثير من الأشخاص والمواقف التي مررت بها طيلة حياتي، فقد التقيت بالكثير من النسخ الآدمية التي تفوق طباعها المؤذية بكثير خصال ذاك السنفور الشرير الذي كنا نمقته ونحن نتابع المسلسل الكرتوني الشهير أيام الصبا، وقلما يمر يوم دون أن أضيف لمجموعتي “الشر- شبيلية” الخاصة شخصية جديدة لا تختلف عن نظرائها السابقين سوى في الاسم والملامح.

إقرأ البقية

الرجولة.. شوارب!؟

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 0 التعليقات

اقرأ معي هذا الخبر.. " اضطر رجل سعودي في الخمسين من عمره إلى حلق شاربه ليتمكن من تقبيل حفيده الأول، بعد أن أكد والد الصغير أن شارب الجد يترك أثراً على وجنة الحفيد ويصيبه بالقشعريرة !. توجه الجد إلى الحلاق وطلب منه تقصير شاربه الذي لامسه المقص لأول مرة في حياته !، وتعهد الجد لابنه بالمداومة على قص شاربه في كل مرة يزورهم فيها ليقبل حفيده "براحته" !!"، انتهى الاستشهاد، لكن لا تضحك عزيزي فهذا الخبر يدعو للبكاء رغم طرافته البادية.
ودعنا نتساءل عن السبب الذي جعل من بضع شعيرات تنبت طبيعياً بين الأنف والفم رمزاً من رموز الرجولة والقوة والهيبة في مورثونا الجماعي نحن العرب - بعاربنا ومستعربنا- ولا يصح المساس بها أو تشذيبها لأي مبرر كان - لأنه.. عيب - فالرجولة عندنا شوارب، تماماً مثلما الديمقراطية عندنا شعارات، والحرية الإعلامية افتتاحيات صحف وأنشطة زعيم، والمشاريع الكبرى حفل تدشين، والوحدة العربية نشيد مدرسي، والعدالة لوحة زينة معلقة فوق رأس القاضي في المحكمة، وتحرير القدس مقاطعة كوكا كولا ليومين!!.

إقرأ البقية

من أحرق نصرة ؟

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 0 التعليقات


جبلت النفس البشرية على فسيفساء من الطباع والغرائز، التي أستودعها الخالق في أسمى كائناته لتكون القاعدة التي يتعامل بها الفرد مع محيطه الإنساني، ولتحدد هذه العواطف المتباينة مختلف التصرفات وردود الأفعال على الحالات والحوادث التي ستصادف الإنسان خلال مسيرة حياته.
الحب والحنان والغيرة والحزن وحتى الحسد – بمنظوره اللفظي – وغيرها، كلها حالات إنسانية تَفقد النفس البشرية جزءاً مهماً من طبيعتها بفقدان إحداها فقداً جزئياً أو كلياً، كما أن المرء يتطرف ويشذ عن المنظومة البشرية كلما زاد أو نقص معدل عنصر من هذه العناصر بين جوانحه، فتوصف النفس بالوله إن زادت عاطفة الحب عن المعتاد وأعمت بصيرتها ضبابية العشق، وبالنقمة والكراهية إن تحول "الحسد" الذي يدفع بالشخص إلى المثابرة والتقدم لمرض يتمنى حامله الشر لمن سبقه في ميادين التنافس.

إقرأ البقية

مشاهدات مراقب منحاز

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 0 التعليقات


 

ثارت ثائرة مرشحي الرئاسة الخاسرين في الانتخابات الموريتانية الأخيرة بعد إعلان فوز الجنرال ولد عبد العزيز بما يفوق نصاب الأغلبية المطلقة من أصوات المقترعين، وبالتالي حسم السباق من الجولة الأولى خلافاً لتوقعات المحللين ومنظري الشأن السياسي المحلي التي كانت تؤكد اللجوء لدور ثانٍ.

نعت ولد داداه وولد بلخير قطبا المعارضة التقليدية النتائج بالمزورة وأتهم العقيد ولد فال أنصار الجنرال الفائز بإفساد عملية الاقتراع وإتباع أساليب حديثة وغير مسبوقة في تزوير بطاقات التصويت المطبوعة في لندن وفق معايير دولية.

الغريب في الأمر أن بوادر الاعتراض والطعون في صحة الانتخابات لم تصدر إلا بعد إغلاق مكاتب التصويت وبدء عمليات الفرز، والأغرب من هذا إجماع فرق الرقابة الدولية المستقلة على شفافية عملية الاقتراع ونزاهتها!.

إقرأ البقية

الحب في زمن الأنفلونزا

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 1 التعليقات



لا تنزع الكمامة عن انفك وفمك وأبتعد متراً على الأقل عن أي شخص لا تعرفه، ولا تصافحه، وإن لاحظت أي ارتفاع في درجة حرارتك أو صداعاً بسيطاً فلا تذهب إلى العمل ولا تخرج من البيت وأتصل بالإسعاف!!.
وحذارِ من لمس عربات التسوق في السوبرماركت ومقبض باب البيت بيديك العاريتين، وإياك أن تبقى في السيارة دون فتح النوافذ لأن زميلك الذي يجلس بجانبك قد يكون مصاباً ولم تظهر عليه الأعراض بعد، وإن عطست زوجتك ثلاث مرات متتالية بجوارك على السرير فأهرع إلى الحمام وأستحم بمحلول “ديتول” المركز، ونم بقية الليل في الصالة وإياك ثم إياك أن تقترب من ” أم العيال” 
قبل أن تفحصها في المستشفى مهما كانت الضغوط و”المغريات”، ولا تقبل أن تسافر إلى أي مكان في العالم بواسطة الطائرة مهما كانت الرحلة مهمة ومصيرية فحياتك أهم.
إقرأ البقية

بونسوارين بيروت

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 0 التعليقات

لم تكن الرحلة طويلة بالطائرة فبعد ساعتين وبضع دقائق تبدت لنا أضواء كورنيش بيروت وسياراتها،ورأيت بوضوح صخرة الروشة الشهيرة. وفي المطار كانت أولى مفارقات لبنان في انتظاري حين رأيت المكان المخصص للمسافرين اللبنانيين خاوياً أو يكاد، رغم أني كنت الأجنبي الوحيد ربما على متن الطائرة !.
الأخ لبناني ؟ - سألت رجلاً كان يملأ استمارة البيانات الشخصية بجانبي - قال : أيوه يا حبيبي، بس ما تستغرب خيو!! كلنا لبنانيه وكلنا كمان أجانب، هيداك الأميركي من لجنوب، وهيدي الست جنسيتها سينيغالية لكنها من طرابلس بالأصل، منشان هيك أحنا صافِّين معك!.


إقرأ البقية

باقون .. وإن رحلوا

بواسطة جزيرتــــــــــــــــــــــــي يوم القسم : 0 التعليقات

لم تكد شنقيط تستفيق من أحزانها عقب وفاة الشيخ محمد سالم ولد عدود الأسبوع الماضي - والذي كان هامة علمية سامقة في البلاد وترك رحيله فراغاً فكرياً ودينياً كبيراً في الساحة المحلية – حتى فجعت يوم أمس بنبأ رحيل المفتي الأول وشيخ الأئمة العلامة بداه البوصيري عن يعمر يناهز التسعين عاماً بعد معاناته مع مرض عضال ألم به منذ عام 2003. وتبوأ الشيخ البوصيري – الذي شيعت حشود غفيرة من الموريتانيين جثمانه يوم أمس – أعلى المناصب الدينية في موريتانيا منذ استقلالها، وذاع صيت دروسه وخطبه التي تتناول الشأن العام وتعالج هموم الناس وحياتهم اليومية بكل جرأة وصراحة، واشتهر الفقيد بمواقفه القوية في وجه القرارات التي تمس الثوابت الشرعية التي أتخذها الحكام المتعاقبون على سلطة البلاد منذ استقلالها عن فرنسا 1960..
إقرأ البقية
تصميم وتطوير منتديات سامي